سهم هذا الكتاب في التأريخ لعلامة جزائري جليل القدر، زاهد، متصوف، عارف، و مصلح و مجدد، ذي قدم راسخة في العلوم و المعارف، جمع بين الشريعة و الحقيقة، و سداد الرأي و الوعي و الحكمة، إنه الشيخ محمد بن علي السنوسي الخطابي الجزائري، أصيل مستغانم و دفين الجنوب.
و فضلا عن المنبت الكريم للشيخ محمد بن علي السنوسي، فهو من شجرة أصلها ثابت و فرعها في السماء، فإن الرجل كان و ما يزال شخصية مدهشة حيرت العقول فسالت تجاوبها الأقلام متتبعة سيرته العظيمة العبقة، شخصية سلبت لب المستشرقين و الباحثين و المؤرخين، فكتب عنه العرب و غير العرب و على حد علمنا، لم يكتب لبني جلدته أن خطوا عنه شيئا.و قد تجلت عبقريته في مشروعه العظيم الذي حققه بتأسيس الطريقة السنوسية التي عده العلماء أعظم حدث عرفه العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، ذاك الذي وهن فيه جسد الأمة و تكالبت عليه شراذم الغزو و الطمع و الإستعمار، فكانت السنوسية حقا مشروع تربية و تسامح و دعوة و مقاومة و ممانعة و مناعة.
و إذا كانت الكتابة عن العلامة السنوسي مدعاة و افتخار و شرف نتقاعس دونه، بحيث سيكون مؤلف هذا الكتاب من بين أوائل من كتب عنه من أبناء وطنه الجزائر، فإنها مع ذلك مصدر هواجس و رهبة، فالجهد ضعيف و الموضوع خطير و جلل و الإخفاق يكاد يكون مطيته، و لكن عند معاينة ما يتعرض له الموروث الثقافي الجزائري من نسيان و إهمال و قرصنة ، تنقشع المخاوف لتترك مكانها لعناد و مثابرة مبناهما إعادة الإعتبار لرموز الجزائر و عظمائها و نفض الغبار عن أعلامها و كبرائها الذين يمثلون السمات البارزة التي بها تتضح هويتها.
المؤلف:
الأستاذ محمود براهم مولف هذا الكتاب، أستاذ باحث في الدراسات التاريخية و اللسانية و القانونية و الإقتصادية من مواليد الفاتح جويلية 1962 بأولاد سيدي عيسى عبيد بئر العاتر ولاية تبسة، له مجموعة من المؤلفات و الترجمات العلمية.
| سلة المشتريات : | إغلاق |
